الخميس، 21 فبراير 2013

دمعه على الطريق

كانت عينيها مختنقه بالكلام يبدوا عليها الحزن العميق الذى ترك اثرا فى ملامح وجهها ، مضغوطه بالحد الذى يكفى ليجعلها تتكلم مع اي احد يصغى اليها ، هذا الشعور عندما تتثاقل الهموم والاحمال والاحزان ويفيض القلب بها فنتمنى ان نقابل احد لا يعرفنا ولا نعرفه لنلقى اليه جميع  احمالنا واسرارنا وهمومنا بلا اي حرج فهو لا يعرفنا ومن الممكن الا نقابله ثانية لذلك يكون هناك نوع من الامان فى الحديث ناتج من جهل هذا الشخص بك او بأي احد قريب منك فنلقى بالاسرار بكل امان ونفضفض بكل احتياج لأحد يسمع فقط ويكون الامل الكبير ان يقول الشخص الذى القته السماء ليسمعنا ما يريح البال والقلب او يقدم نصيحه او مواساه او ينطق بكلمه تريح الخاطر او يشعر بكم المعاناة التي نشعر بها .
 كم آلمنى كلام تلك السيده البسيطه غير المتعلمه ولكنها خبيره فى بلاغتها واحساسها .
تحدثت عن حزنها بسبب قلة إهتمام زوجها بها وعن ظروفها السيئه التى تعانيها فى بيت عائلة زوجها فليس لها بيت مستقل وكيف ان زوجات اشقاء زوجها (سلايفها ) يكيدونها بظروفها ويقصدون ان تتعالى اصواتهم بالضحك حتى يجعلوها تتحسر على الحال التى وصلت لها مع زوجها الذى لايترك فرصه للإهانه او للضرب او للصراخ عليها واحراجها إلا وفعلها حتى وصل معه الامر الى ان يحب زميلته فى العمل دون مراعاة لشعورها والمها وهى ترى الحب فى عينيه لزميلته وسعادته عندما يكون سعيد معها وكيف يقلب عليها البيت نكد عندما يتشاجر معها وعجزها عن اللجوء الى اهلها نظرا لضيق الحاله وبؤسها وانها لا تريد ان تزيد حملهم او تزيدهم هم الى همهم.
فهى حساسه الى هذا الحد واكثر حساسه لدرجة انها ترى ما وراء ضحك زوجها معها فى لحظات نادره ليخبئ خيانته لها ، تبكى كثيرا من الشعور بالإهانه والظلم وقلة الإحترام .
وتتساءل لماذا حب عمرها من اختارته من دون الناس يفعل هذا معها يقابلها بهذا السوء لا يراعى مشاعرها لا يهتم إطلاقا بها لا يعاملها  كإنسانه كل هذه الاسئلة تدور فى بالها .
كانت تتكلم وتدمع عيناها وتظهر الحرقه فى  صوتها حاولت ان تعزى وتبرر له سلوكه الى ان العيب فيها قالت لأنى جاهله ليس لى قبمه يفعل بى ذلك ، كنت اود ان اقول لها ان الخيانه لا تبرر ولكنى صمت كى لا ازيد سخطها .
حاولت ان تجد حلول لنفسها قالت اللجأ الى الصلاه فراحتى بها ولكنى لا انتظم ثم قالت أنظر الي المصحف  واقول ليتنى استطيع القراءه فأقراه ليرتاح قلبى ثم قالت لو كنت متعلمه لتغير الامر .
ولكن الواضح انه هو الذى لم يكن انسان ليعاملها بهذا السوء وهذا الغدر وليشعرها بهذا السوء وليصدم مشاعرها بهذا الشكل ....الى اخره من المشاعر التى جعلها تشعر بها .
كانت النقطه الوحيده المضيئه فى حياتها هم ابنائها فضحكت عندما تكلمت عنهم وانهم الوحيدين الذين يشعرون بها .
حاولت ان ابث الصبر بداخلها وان اذكرها بأجرها عند الله وقلت لها ما وفقنى الله به وحاولت ان اطيب خاطرها او اريحها ولو بكلمه .
ذهبت هى ولكنها اثارت فى داخلى الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام عن اولئك الاشخاص الذين نقابلهم لمره واحده سواء فى مسجد او فى مشفى او فى مواصله او سفر فيقدر الله اللقاء ليرتاحوا هم بالحديث والفضفضه ولنعتبر نحن ونحمدالله على النعم التى وهبنا اياها . 
 و تبقى حقيقه واحده مهما اختلفت الظروف والتعليم والمنازل والبيئات ، يبقى الاحساس واحد عند كل البشر يبقى التعبير البليغ الذى ينبع من الاحساس البالغ لامن تعليم او قراءه او اى شئ فقط الاحساس والحياه بل انى اقول انهم هم الابلغ لانهم لم يتعلموا ومن جهلنا نقول انهم جاهلون هم لا يعرفوا القراءه والكتابه ولكنهم علمتهم الحياه ما لم تعلمنا يعبروا عما بداحلهم بكل بلاغه يتكلمون على الفطره يصفون ما يشعرون به بكل براءه وفطره بالغه واسترسال بالغ يعجزعن وصفه المتعلمون والقارؤن ، هم المنبع الذى نستقى نحن  من بلاغته .
بقلم : هبة الله وحيد .

هناك تعليقان (2):

  1. كلام جميل ومكتوب باحساس .. حقاً الإحساس واحد عند كل البشر لا يفرق بين متعلم وجاهل .. يفرق بين الاثنان القلب الذي يشعر ..

    *ملحوظة صغيرة .. الأخطاء الاملائية .. وأيضاً كلمة اسلافها .. انا اعرف انك تقصدين ما نسميهم سلايفها .. الذي هم زوجات أشقاء زوجها .. اما اسلافها هذه فتعني اجدادها ...
    ومثال ع الاخطاء الاملائية كلمة صخطها .. هي سخطها ..
    تقبلي مروري ورأيي

    ردحذف
  2. شكرا جزيلا ويشرفنى رأيك ومرورك الكريم دائما يا محمد

    ردحذف