الأربعاء، 27 فبراير 2013

عندما اصبح الاعلام هدام

حال أغلب وسائل الاعلام فى هذه الفتره بعيد كل البعد عن الهدف المنشود من الاعلام ومن الرساله الاعلاميه الهادفه.
فالاعلام المشتق من العلم وظيفته الاساسيه إعلام الناس بما يدور حولهم ونقل الواقع كما هو ونقل الاخبار بكل حياديه وموضوعيه واستضافة متخصصين لتوعية الناس ونقل الحقيقه اليهم وتحقيق الهدف من الاعلام وهو توعية الناس وتنوير عقولهم وخلق مجتمع واعى .
ولكى يتمكن الاعلام من اداء وظيفته لابد ان تتوفر له الحريه حتى يتمكن من نقل الحقائق دون تزييف .
ولابد للإعلامى التزام الصدق والامانه الذان لابد ان يتوفرا فى اى اعلامى نزيه وإلتزام ميثاق الشرف الاعلامى .
اما ما نراه الان من اغلب مقدمين البرامج من اساءه وتهجم فهذا ما انزل الله به من سلطان وليس من حرية الاعلام فالحريه لا تعنى الاساءه ، فنرى مقدم البرامج ينقل رأيه للناس فى كل ما يذيعه وكأنه متخصص وله من المعرفه فى كافة المجالات ولا يتوقف الامر عند ذلك بل يمتد الى اساءة الادب مع من لا يوافقه فى الرأى او من لا يعجبه رأيه سواء سياسى او رجل دين اى اى احد لا يعجبه رأيه او سلوكه وكأن البرامج قد اعدت للمذيع كى ينقل رأيه فيها ويقول ما يحلو له، وايضا له الحق فى تعبئة الرأى العام لما يراه هو وحشد الناس خلفه وحثهم الى اعتناق فكره وتبنى وجهة نظره  ، وايضا له الحق فى تصيد الاخطاء للمسئولين والبحث فى العيوب ونقاط الضعف واستحدث ايضا الحق فى الدعوه الى مظاهرات وحث الناس الى العنف .
هذا ما نراه فى إعلام هذا الزمان ، إعلام الهدم وليس البناء ،اعلام الاثاره وليس الحقيقه ، اعلام التصعيد وليس التهدئه ، اعلام التفرقه الذى يعمل على تقسيم الناس الى فئات متنازعه ، اعلام التشتيت والتضارب تبعا لرأى كل مذيع .
هذا العرض الموجز لحال الاعلام فى هذه الفتره يستدعى صحوه أعلاميه ومراجعه للهدف من الرساله الاعلاميه ومراعاة الضمير والتزام الحياد فى نقل الوقائع حتى تظهر الحقائق .
وعلى كل أعلامى ان يتقى الله فالكلمه امانه سوف يسأل عنها وتضليل الناس هى خيانه لرسالة الاعلام وخيانه لميثاق الشرف الاعلامى .
بقلم : هبة الله وحيد .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق