الأحد، 3 فبراير 2013

احساس مغترب

ذلك الاحساس الذى يتغمد كل مغترب ، ذلك الحزن المتدفق النابع من وطن كل ما فيه يعتبرك غريب عنه واغلب من فيه يعاملك على انك غريب.
والادهى عندما ينسى احدهم انك انسان مثله ويعاملك على انك منتفع ومستغل وانك تقتسم معه خيره او تأخذ حقه وفرصته وكأنك تزاحمه فى ارضه وكأنه لا يعلم ان الله  هو من كتب لك الرزق فى ذلك المكان وان رزق الله يتسع للجميع وانه لا يوجد احد يأخذ رزق احد فالله مقسم الارزاق على كافة المخلوقات فما اوسع كرم الكريم وما اعدله وما اعظمه .
وللأنصاف ليس كل من تقابلهم فى الغربه يعاملك على هذا الاساس .
ففى الغربه معادن الناس تظهر فأحيانا تقابل هناك من يترك فيك اثر فتظل تتذكره ما حييت .
وفى الغربه يمكن ان تجد من يقف بجانبك فى شده وكأنه اقرب من اهلك.
وكذلك فى الغربه من يتخلى عنك فى الشده ويدير ظهره لك وللاسف يمكن ان يكون من بلدك ويقف بجانبك من هو من بلد اخر.

فالغربه كتاب كبير متعدد الصفحات والفصول والاجزاء يشمل الكثير من الاحداث والمواقف التى كل منها يترك علامات وعلامات تكون شخصية ذلك المغترب الذى لديه الفرصه اكثر من غيره للتأمل وأخذ العبر ، وتأتى هذه الفرصه من كون المغترب وحيد فى غربته فى البدايه على الاقل فلا اهل يزور ولا اصدقاء يتسلى معهم لذلك تكمن له الفرصه التى لا تتاح فى بلده من الجلوس طويلا والتأمل فى كل ما يحدث من مواقف فمن مزايا الغربه ذلك .
ومن مزاياها ايضا انها تفجر المواهب الكامنه داخل المغترب نظرا لوقت الفراغ الذى يملكه المغترب ولا يتاح لغيره .
والمغترب اكثر احساس من غيره فالمغترب دائم القلق ، دائم الافتقاد ، دائم الشوق ،
بداخله ذلك الشعور من الوحده والحزن والحنين ، دائم البحث عن اى شئ يجعله يشعر بذلك الدفئ فى الوطن بين الاهل والاصدقاء وتلك النسمه التى تعبر وتحمل معها ذكريات الوطن الى فات .  

بقلم : هبة الله وحيد   

هناك تعليق واحد: